الأجل المسمى والأجل المقضى
لكل انسان ( أجل مسمى) عند الله لا يؤخر ولو ساعة واحدة ولكن ليس كل انسان يصل لهذا الاجل المسمى فقد يقتل الانسان ويموت قبل ذلك ( بأجل مقضى) والآية التالية توضح الامر ( هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) الانعام 2- وكل انسان أمامه احد هذين الاحتمالين إما الموت بالاجل المسمى او القتل بالأجل المقضى فمثلا إذا سمح الله انسان في حالة اسعاف اذا اسعفناه وكان عنده اجل مسمى سوف ينجو ويعيش لكن اذا تركناه بدون اسعاف سيذهب لكن بأجل مقضى . وحتى الانبياء عليهم السلام كونهم بشرا امامهم هذين الاحتمالين : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل) آل عمران 141- لماذا وضع الاحتمالين فالقتل يتم بالأجل المقضى .
نلاحظ كيف أن الله سبحانه وتعالى يؤخر إلى الأجل المسمى الذي لا تأخير فيه ولا تقديم قال تعالى في سورة النحل 61 - ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى) نلاحظ التأخير فإدا جاء اجلهم اي المسمى لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون لذلك الله سبحانه وتعالى حينما نجى ابراهيم من النار لان له اجل مسمى لكن حينما جاء اجل ابراهيم المسمى لم يستقدم ساعة ولم يستأخر والايات كثيرة منها مثلا في سورة نوح الاية 4 يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ ۖ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ لماذا بداية الاية يأخركم . يأخركم من الأجل المقضى الى الاجل المسمى . ونقر في الارحام ما نشاء الى اجل مسمى فالله لا يريد لاحد ان يقتل وان يبتر عمره بجريمة القثل لذلك هذا هو ضلم ومن قثل مضلوما.. وما كان لنفس ان تموت الا بإدن ربها وليس ان تقتل فالله لا يأذن بالقتل لكن يأذن بالموت بالاجل المسمى
من أجل ذلك حارب الاسلام بكل شدة قتل الاخرين كونه عملية انقاص لاعمار المقتولين ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره ) فاطر 11- فإن الحكم على الاخرين بالموت من قبل أفراد عاديين ثم تنفيذ الحكم بالعمليات الارهابية او الجرائم هو منتهى الاجرام والهمجية والوحشية لانه انقاص لأعمار الاخرين بدون وجه حق ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه) النساء 93 .
نفس الشيئ ينطبق على المنتحر لقوله تعالى في كتابه العزيز ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا . صدق الله العظيم و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة
ونلاحظ ان القرآن الكريم قد ذكر عملية قتل الانثى الموؤدة ضمن أحداث هائلة للدلالة على هول الحادثة ( اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت واذا الجبال سيرت ..الا ان يقول .. واذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) سورة التكوير. لم تمت موت طبيعية بأجل مسمى لانها قتلت لو تركت بدون قتل لعاشت إلى أجلها المسمى .. ونلاحظ في الاية السابقة ان السؤال كان للقتيل بدل القاتل وذلك زيادة في توبيخ القاتل الذي انقص عمر فتاة بريئة لا ذنب لها سوى انها أنثى ولو كانت الموؤودة قد ماتت لانه ( انتهى عمرها) لما وجدنا هذا التوبيخ لقاتلها .
وعمليات القتل التي يقوم بها الصهاينة على مدى تاريخهم وآخرها عدوانهم على ( غزة) البطلة حيث تأصلت فيهم ثقافة قتل الاخرين وحرقهم بالنار ( الفوسفور الابيض) حيث يقول لهم ( سفر التثنية 12/31) (أحرقوا كل بنيهم وبناتهم بالنار)
هذه العمليات الاجرامية قد انكرتها شرائع السماء فقد اوضح القرآن الكريم انه لا يجوز ( لابن آدم) ان يقتل أي ( ابن آدم) اخر لاي سبب كان ولو على خلاف معه في الدين او العقيدة او المذهب 0000 ( من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) المائدة 32 .
والسائق الذي لا يلتزم بقواعد المرور مسببا الحوادث المرورية وقتل الناس الأبرياء على الطرقات هو قاتل للاخرين لان ضحايا حوادث المرور يموتون بالاجل ( المقضى) وليس الاجل ( المسمى) اما القول عن ضحايا حوادث المرور انهم ( انتهى أجلهم وهذا قضاء الله) فهذا منتهى الجهل لان الاستهتار بحياة الاخرين وانهاءها بأي شكل كان وانقاص ( الاجل المسمى) الى (الأجل المقضى) هو منتهى الظلم ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) الاسراء 33 .
والذي يساهم بتلوث البيئة يقوم بعملية انقاص أعمار الاخرين عن طريق نشر الامراض فعلينا في هذا الشهر الفضيل اعلان التوبة كي يعيش الجميع بسعادة الى اجلهم ( المسمى) ( وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى أجل مسمى) هود 3.
أضف تعليقك عن طريق الفيسبوك :